الكاتب المشاركة
ناصح
البلد:
البريد :
ما هو حكم سب الدين؟

   بسم الله ،والحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد:

سب الدين ردة عن الإسلام والعياذ بالله تعالى إذا كان الساب واعيا قاصداً لما يقول ومالكا أمر نفسه ، أما إذا لم يع ما يقول بسبب الجهل الشديد، أو كان غير قاصد للدين كمن قصد الشخص الذي يسبه لا الدين فلا يعتبر كافراً حينئذ، وإن كان هذا لا يعفيه من الإثم العظيم ، وعلى من سب الدين أن يرجع إلى الله تعالى وينطق بالشهادتين ويجدد إسلامه .

‏ جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية ما يلي :

اتفق الفقهاء على أن من سب ملة الإسلام أو دين المسلمين يكون كافرًا ‏,‏ أما من شتم دين مسلم فقد قال الحنفية ‏:‏ ينبغي أن يكفّر من شتم دين مسلم ‏,‏ ولكن يمكن التأويل بأن المراد أخلاقه الرديئة ومعاملته القبيحة لا حقيقة دين الإسلام فينبغي أن لا يكفر حينئذ ‏.‏ ‏

‏قال العلامة عليش ‏:‏ يقع كثيرًا من بعض شغلة العوام كالحمارة والجمالة والخدامين سب الملة أو الدين ‏,‏ وربما وقع من غيرهم ‏,‏ وذلك أنه إن قصد الشريعة المطهرة ‏,‏ والأحكام التي شرعها الله تعالى لعباده على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم فهو كافر قطعًا ‏,‏ ثم إن أظهر ذلك فهو مرتد ‏.‏ ‏


ويقول فضيلة الدكتور حسام الدين بن موسى عفانة - أستاذ الفقه وأصوله - جامعة القدس - فلسطين :ـ

إن من أسوأ الظواهر المنتشرة في بلادنا ما ذكره السائل من سب الدين ، ولا شك أن المسؤوليـة في انتشار هـذه الظاهرة المنكرة تقع على عاتق الآباء والأمهات والمربين والمربيات وغيرهم الذين يجب عليهم أن يبينوا للناس مغبة هذا الأمر المنكر وعواقبه الوخيمة ولا شك أن سب الدين أو سب الـذات الإلهية وكذلك شتم الرسول صلى الله عليه وسلم كفر صريح وخروج عن ملة الإسلام حتى لو كان الإنسان مازحاً لقوله تعالى : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَءَايَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) .

وعلى من حصل منه ذلك أن يبادر إلى التوبة الصادقة والرجوع إلى جادة الحق والصواب وعلى من سمع هذا المنكر أن يبادر إلى إنكاره وأن ينصح من صدر منه ذلك لعله يتوب ويرجع عن ذلك .

والله أعلم .

أجاب عن هذا السؤال فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

لا شك في تحريم ذلك؛ فقد ذكر الله ذلك عن الكفار والمنافقين كما قال تعالى مخاطبًا لأهل النار:  إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ  وسب الدين من السخرية به وتنقص أهله وكذلك الضحك من أهل الإيمان والاستهزاء بهم، وقال تعالى عن أهل النار:  مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ أَأَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا  يعنون بذلك المؤمنين الذين كانوا يسخرون منهم في الدنيا ويسبونهم لما فقدوهم في النار تعجبوا حيث كانوا منهم موضع نقص وعيب، فكان من جزائهم دخول النار.

وقال تعالى:  زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا  أي: يهزءون منهم ويتهكمون بهم ويعيبون دينهم فحكم الله بكفرهم بهذا الفعل وما معه. وقال تعالى:  إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ  حكم الله بأن هؤلاء من المجرمين لضحكهم واستهزائهم وتغامزهم وتضليلهم للمؤمنين، وكل هذه الأفعال تتضمن سب دينهم الذي هو الإسلام وعيب أهله باعتناق وتطبيق تعاليمه، وقال تعالى عن المنافقين:  وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ  وكان سبب نزولها في المنافقين الذين قالوا: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونًا ولا أكذب ألسنًا ولا أجبن عند اللقاء، وقد اعتذر أحدهم بقوله: إنما كنا نتحدث حديث الركب نقطع به عنا الطريق فلم يعذره وطبق عليه قوله تعالى:  قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ  وقد حكم الله بكفرهم بعد إيمانهم فدل على أنهم كانوا مؤمنين فكفروا بذلك، وهذا مما يخيف أهل السب والاستهزاء بالدين.

وقال تعالى عن المنافقين:  الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ  والسخرية من المطوعين: سبهم وعيبهم وتنقصهم، وكل ذلك سب للدين وأهله، وكذلك لعن الدين كفر أيضًا؛ لأنه شرع الله وحكمه أمرًا ونهيًا؛ فمن لعنه - والعياذ بالله - فقد عاب الله تعالى في شرعه واعترض عليه في حكمه وزعم أن الدين لا خير فيه، ولا يصدر ذلك إلا من أهل الفجور الذين اتبعوا أهواءهم واستحلوا ما حرم الله وخيل إليهم أن شرع الله تعالى يمنعهم من شهواتهم وما تميل إليه نفوسهم، فصدر منهم هذا اللعن والسباب لدين الله تعالى وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- فكانوا بذلك من الكافرين إلا أن يتوبوا. والله أعلم.

سُئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز السؤال التالي:
ما حكم سب الدين أو الرب؟- أستغفر الله رب العالمين- هل مَنْ سبّ الدين يعتبر كافراً أو مرتداً، وما هي العقوبة المقررة عليه في الدين الإسلامي الحنيف؟ حتى نكون على بينة من أمر شرائع الدين وهذه الظاهرة منتشرة بين بعض الناس في بلادنا أفيدونا أفادكم الله.
فأجب رحمه الله تعالى: سب الدين من أعظم الكبائر ومن أعظم المنكرات وهكذا سب الرب عزّ وجلّ، وهذان الأمران من أعظم نواقض الإسلام، ومن أسباب الردة عن الإسلام، فإذا كان مَنْ سب الرب سبحانه أو سب الدين ينتسب للإسلام فإنه يكون مرتداً بذلك عن الإسلام ويكون كافراً يستتاب، فإن تاب وإلا قتل من جهة ولي أمر البلد بواسطة المحكمة الشرعية، وقال بعض أهل العلم: إنه لا يستتاب بل يقتل؛ لأن جريمته عظيمة، ولكن الأرجح أن يستتاب لعل الله تعالى يمن عليه بالهداية فيلزم الحق، ولكن ينبغي أن يعزر بالجلد والسجن حتى لا يعود لمثل هذه الجريمة العظيمة، وهكذا لو سب القرآن أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأنبياء فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل، فإنَّ سب الدين أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو سب الرب عزّ وجلّ من نواقض الإسلام، وهكذا الاستهزاء بالله أو برسوله صلى الله عليه وسلم أو بالجنة أو بالنار أو بأوامر الله تعالى كالصلاة والزكاة، فالاستهزاء بشيء من هذه الأمور من نواقض الإسلام، قال الله سبحانه وتعالى: { قُل أبالله وءاياته ورسوله كنتم تستهزءون . لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } نسأل الله العافية.

• وسُئل فضيلة الشيخ محمّد بن عثيمين السؤال التالي:
ما حكم الشرع في رجل سبَّ الدين في حالة غضب هل عليه كفَّارة وما شرط التّوبة من هذا العمل حيث أنّي سمعت من أهل العلم يقولون: بأنَّك خرجت عن الإسلام في قولك هذا ويقولون بأنّ زوجتك حُرّمت عليك؟
فأجاب فضيلته: الحكم فيمن سبّ الدين الإسلامي أنه يكفُر، فإن سب الدين والاستهزاء به ردّة عن الإسلام وكفر بالله عزّ وجلّ وبدينه، وقد حكى الله تبارك وتعالى عن قوم استهزؤوا بدين الإسلام، حكى الله عنهم أنهم كانوا يقولون: إنّما كنا نخوض ونلعب، فبين الله عزّ وجلّ أن خوضهم هذا ولعبهم استهزاء بالله وآياته ورسوله وأنهم كفروا به فقال تعالى: { ولئن سألتهم ليقولنَّ إنّما كنا نخوض ونلعب قُل أبالله وءايته ورسوله كنتم تستهزءون . لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } فالاستهزاء بدين الله، أو سبُّ دين الله، أو سبُّ الله ورسوله، أو الاستهزاء بهما، كفر مخرج عن الملّة. أهـ
واحذر أخي المسلم من مجالسة هؤلاء القوم حتى لا يصيبك إثم وتخل بدارك العقوبة.
 
December 2, 2010, 10:40 pm