العدوان على الذات الإلهية جريمة وليس حرية شخصية – للأستاذ مجاهد مأمون ديرانية
زعم بعض الناس أن الحرية تمنحهم الحق في قول ما يشاؤون بلا رقيب ولا حسيب، فراحوا يؤذون الناس في مقدّساتهم وفي أعز ما يملكون. لقد هممت أن أذهب إلى أحدهم فأقول له: إني حرٌّ يا هذا، وقد خطر ببالي أن أهجو أمك وأباك، فلعنة الله على أمك وأبيك. فإن حاجّني في قبيح فعلي سألته: كم لك من الإخوة والأخوات يا أيها الفصيح؟ ولنقل إن لك منهم ومنهن عشرة، فكيف تمنعني حقي في أن أسب أبا عشرة وتمنح نفسك الحق أن تسب نبيّ
ألف مليون إنسان؟ وكيف تبيح لنفسك أن تتعدى على الله ذي الجلال والإكرام، وهو الإله الذي يعبده آلاف الملايين من الناس؟
أنا أفهم أن الحرية تعني عدم الإكراه، فمن شاء أن يعبد الله فليعبد الله ومن شاء أن يكفر بالله فليكفر بالله، أما التطاول على الله فليس حرية ولكنه عدوان فظيع، ولا أرى جزاءً على المجاهرة والمفاخرة بهذه الجريمة أقل من القتل؛ لا بيدي ويد غيري من أفراد الناس فلست أدعو إلى فوضى واقتتال، ولكن بحكم القانون، ولن نقبل في سوريا الغد بأقل من قانون يحمي أربعة وعشرين مليون سوري من عبث أربعة وعشرين صعلوكاً لا يقيمون وزناً لمشاعر جمهور الأمة، فيعتدون على الإله الذي يعبده ويقدسه ملايين السوريين أو على أحد من أنبيائه المكرَّمين.
لقد قرأت في كتب التاريخ أن بعض الملوك كان إذا جاؤوه برجل سبّه أو هجاه غضب وقال: سُلّوا لسانه من قفاه! ولقد وددت أن يحاكَم الصعلوك الذي يبيح لنفسه أن يعتدي على الله وعلى رسول الله فيأمر القاضي بأن تُقطَع يده وأن يُسَلّ لسانه من قفاه!
ألا لعنة الله على الحرية إن كانت الحرية هي السماح لثلة من الصعاليك بالتطاول على إله العالمين.
|