أيها الصائم، صن لسانك، واحفظ صيامك
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و صلى الله و سلم و بارك على رسول الله و بعد :
"كم من صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش"
لقد أمر الشارع الحكيم بحفظ اللسان إلا من خير، سيما في حال الصيام في رمضان وغيره، فقد صحَّ عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت"، وصحَّ عنه كذلك وقد سئل: أي المسلمين أفضل؟ فقال:"من سلم المسلمون من لسانه ويده"، وصحَّ عنه أنه قال:"إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها،يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب"، ورضي الله عن ابن مسعود حيث قال:"ما من شيء أحق بالسجن من اللسان".
يتعين حفظ اللسان في كل زمان ومكان، سيما للصائم في رمضان وغيره من الآتي:
أولاً: الدعاء والاستغاثة بغير الله - عز وجل -، لا بملك مقرب، ولا بنبي مرسل، ولا بعبد مكرم، لأن الدعاء هو العبادة، ولا يحل صرف شيء من العبادة لغير الله، وهذا من أخطر صور الشرك الأكبر.
ثانياً: الحلف بغير الله، لا بنبي، ولا برسول، ولا عبد صالح، ولا بالآباء، ولا بالطلاق، فمن حلف بغير الله فقد أشرك، والحلف بالله كاذباً أخف من الحلف بغير الله صادقاً.
ثالثاً: السباب والشتم واللعن، فهي من الكبائر، روي الترمذي وحسنه عنه - صلى الله عليه وسلم -:"ليس المؤمن بالطعان،ولا اللعان،ولا الفاحش،ولا البذيء"، وفي صحيح مسلم:"لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة".
رابعاً: الكذب، والغيبة، والنميمة، والبهتان، قال - تعالى -:"وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا"، وقال:"هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ"، وصح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:"لا يدخل الجنة نمَّام"، وصح عنه كذلك أنه قال:"آية المنافق ثلاث:إذا حدث كذب،وإذا وعد أخلف،وإذا ائتمن خان".
خامساً: التجسس على مسلم مستور الحال، قال - تعالى -:"وَلا تَجَسَّسُوا".
سادساً: الغش، قال - صلى الله عليه وسلم -:"من غشنا فليس منا".
سابعاً: أن يتحدث الإنسان بكل ما سمع:"بحسب المرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع".
ثامناً: شهادة الزور.
تاسعاً: الطعن في الأنساب والافتخار بالأحساب.
عاشراً: الإكثار من المزاح والكذب فيه، كان -صلى الله عليه وسلم- يمزح ولا يقول إلا صدقاً.
أحد عشر: أن يري الإنسانُ عينيه ما لم تريا.
الثاني عشر: أن يكذب ليضحك الآخرين.
القائل والمستمع والمتلذذ بذلك كلهم في الإثم سواء.
وتذكر أخي قول رسولك - صلى الله عليه وسلم -:"كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش"، وقوله:"من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه".
أعاننا الله و إياكم على صيانة ألسنتنا وحفظ صيامنا.
|