يا سيادة الرئيس! من يؤذي الله ويقتل عباده ليس له الحق أن يستشهد بآياته!
كلُّ من استمع إلى كلمة الرئيس بشار الأسد أمام زمرة من علماء المراسيم سيلفت نظره باستشهاده بآيات من القران الكريم، وباستطاعتنا أن نقول لك يا سيادة الرئيس: من يؤذي الله ويقتل عباده ليس له الحق أن يستشهد بآياته، وإليك الأسباب مقرونة بالأدلة:
استنكرت بخطابك يا سيادة الرئيس للذي أتى بشخص وقال له قل: لا إله إلا بشار, واستنكرت كذلك للذي وضع صورتك وطلب من شخص أن يركع عليها, واعتبرت الأمرين تصرفات فردية من شخصين أساءوا لله جلا وعلا!..
ولكنك تناسيت يا سيادة الرئيس ومعك علماء السلطة الذين دعوتهم ليستمعوا إليك بأن هناك من يسيء إلى مقام الألوهية، ويتلفظ بكلمة الكفر (سب الذات الإلهية وسب الدين) على الملأ نهاراً وجهاراً و بشكل يومي!.
علماً يا سيادة الرئيس بأنه تم إرسال العديد من الدعوات للعلماء للذين حضروا للاستماع لك وخاصَّةً الذين كانوا يجلسون بجانبك، تُطالبهم بأن يضعوا حدا لتلك الظاهرة الكفرية وذلك بإبلاغ المسؤولين لإصدار قرار يعاقب من يتلفظ بالكفر (سب الذات الإلهية وسب الدين) أو بكتابة موعظة مختصرة يبينوا فيها خطورة وتوعية كل من يتلفظ بكلمة الكفر تحمل توقيعهم، ولكن للأسف الشديد داهنوا في ذلك ولم يحركوا ساكناً! وبقيت تلك الظاهرة الكفرية تردد بشكل يومي في جميع المدن السورية، ولو انتشرت ظاهرة سبك وسب عائلتك في المجتمع السوري لهرعوا إلى الاستنكار وإصدار فتاوى التجريم والتأثيم ليرضوك.
فمن المسؤول يا سيادة الرئيس عن ذلك أمام الله تعالى حين توضع الموازين؟!
سواء أنت وعلماء الدين المقربون إليك الذين استمعوا لخطابك! فأنتم شركاء مع الذين يتلفظون بكلمة الكفر؛ لأنكم لم تنهوهم وتعاقبوهم عن فعل ذلك، قال الله تعالى}: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا { (57 ( الأحزاب .
اقتحامُ جنودِك للعديد من المساجد ومنع بعض المساجد تأدية الصلاة فيها, وكتابة العبارات المسيئة على جدرانها وإهانة أئمتها وخطبائها... إلخ، من المسؤول عن كل ذلك يا سيادة الرئيس غيرك أنت وعلماؤك المقربون الذين كانوا يستمعون إليك.
قال الله تعالى: { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }
(114) سورة البقرة.
حصار المدن والقتل العشوائي للمُتظاهرين الأبرياء الذي يخرجون بشكل سلمي للمطالبة بحقوقهم المشروعة، واعتقال الشيوخ والنساء، وترويع الأطفال...، فهل تلك الأعمال التي يواجهها شعبك بشكل يومي توافق عليها أنت وعلماؤك المقربون الذين كانوا يستمعون إليك. قال الله تعالى: { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا } (93) النساء .
فهل أيقنت يا سيادة الرئيس بأنك تؤذي الله وعباده بتلك الأدلة المذكورة آنفاً!.
فلتعلم يا سيادة الرئيس بأنه لا يمكن بأية حال من الأحوال أن ينخدع غالبية الشعب السوري بخطاباتك الودودة المعسولة المطوَّلة، وتبريراتك الغير مقنعة؛ لأنه أدرك بأنَّكم قومٌ تَقولون مالا تفعلون, ولأنه توارث الظلم من عائلتك الأسديَّة على مدار أربعة عقود ابتداء من والدك حافظ، ومروراً بعمِّك رفعت، وانتهاء بك وبأخيك ماهر...
فإن أردت الخير والأمان لك ولشعبك فعليك بالرحيل عاجلاً غير آجل، وإلا فانتظر مصيرك المحتوم الذي لن يكون أفضل من مصير أسلافك من الرؤساء المخلوعين من شعوبهم؛ لأن الشعب السوري قال كلمته، ولن يتراجع عن مطلبه برحيلكم مهما طال الزمن، ومهما قدَّم من تضحيات, وإنَّ غداً لناظرِه قريب.
بقلم/ ياسر عبد الله
|