بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و على اله و صحبه و سلم
(( محمد رسول الله و الذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم ))
إن صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم هم المؤتمنون على الرسالة بعده، و هم امناء الوحي حفظوه و جمعوه و دونوه و في الامصار نشروه ،فالله تعالى مجدهم في محكم تنزيله :((و السابقون الاولون من المهاجرين و الانصارو الذين اتبعوهم رضي الله عنهم و رضوا عنه )) (التوبة 100) .
و في الصحيحين :((لا تسبوا اصحابي فلو ان احدا و في رواية (احدكم)انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم و لا نصيفه )).
و روى الترمذي انه صلى الله عليه و سلم قال: ((الله الله في اصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن احبهم فبحبي احبهم و من ابغضهم فببغضي ابغضهم و من اذاهم فقد اذاني و من اذاني فقد اذى الله و من اذى الله يوشك ان يأخذه ))
و الأحاديث الصحيحة في هذا كثيرة فكل من يعتدي عليهم يعتدي على الاسلام ،و كل من يسبهم يسب الاسلام ،و ان ادعى انه من اهل الاسلام.
و اذا كنا كمسلمين سنة نربأ بأنفسنا عن تكفير احد من اهل القبلة فان الذي صدر بالأعظمية بالعراق اخيرا من سب للصحابة الكرام رضي الله عنهم اجمعين و نيل و من امهات المؤمنين الطاهرات عليهن رضوان الله و سلامه، عمل ممنهج استفزازي، و ليس انفلاتا فرديا، و انه تاجيج لنار الفتنة الطائفية في العراق ليمتد لهبها الى سائر البلاد الاسلامية لننشغبل عن قضايانا الاساسية في محاربة الصهاينة و الصليبيين و لايجاد مجال لحرب سنية شيعية .
ان هذا العمل الاجرامي الذي تقف وراءه مؤسسات و دول لا يمكن القبول به و لا السكوت عنه فالصحابة و امهات المؤمنين خط احمر لا يجوز الاقتراب منه لذلك على علماء الشيعة في المنطقة العربية و على مراجعهم في بلاد العجم و على ايران التي ترعاهم و تمولهم و جوبا و ليس التماسا اصدار حكم واضح يحرم هذا الصنيع و الفعل الشنيع، و يجرم فاعله و ملاحقة فاعليه ،فهم معروفون باسمائهم و صفاتهم .و بدون هذا الموقف الحازم و الحكم الصارم نجد انفسنا اهل السنة مضطرين للدفاع عن مقدساتنا و حماية امناء نبينا على دعوته اذ الطعن فيهم طعن في ديننا، و لا نريد ان يكون الموقف تقية تمارس لامتصاص غضبة اهل السنة، لاننا سعينا الى التقارب و لا نزال و اننا على يقين بأنه ان لم يحصل التقارب نتجنب اسباب التقاتل و التحارب، و ان من يفعل هذا يدفع الى التقاتل و التحارب.
و ان اهل السنة جميعا يعظمون سيدنا عمر الذي وردت فيه احاديث صحيحة كثيرة منها ما اخرجه ابن ماجه عن ابن عباس قال: ((لما اسلم عمر نزل جبريل فقال: يا محمد لقد استبشر اهل السماء باسلام عمر )).
و روى البخاري و غيره عن ابن مسعود قال: ((مازلنا في عزة منذ اسلم عمر )) و ابن سعد عنه قال ((كان اسلام عمر فتحا و كانت هجرته نصرا و امامته رحمة و لقد رايتنا و ما نستطيع ان نصل الى البيت حتى اسلم عمر فلما اسلم قاتلهم حتى تركونا )).
و في حديث علي كرم الله وجهه ان النبي صلى الله عليه و سلم قال :((اتقوا غضب عمر فان الله يغضب اذا غضب ))و غير هذا في الصحاح كثير يضيق المجال عن ذكره .
فحذار من اللعب بالنار و قد اعذر من انذر و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم
فقير ربه الغني لطيف موسى الجمني التونسي
http://islamsyria.com/article.php?action=details&AID=4607
|